ـ إحدى العجائب المضحكة ممن تحصل منهم الضرائب :
وكثير من الفلاحين يقيمون لهم أكواخا على ضفة الخلجان ويسكنونها ، وإذا ما أراد أحد أن يشترى أوزة أو بطة كان يمضى إلى سكان هذه الأكواخ وإذا ما قالوا لأحدهم يا حاج أعطنا أوزة أو بطة. كان العربى يلبس القرعة التى بجانبه على رأسه ويمسك فى يده أربعين باعا من خيط الكتان ويقفز فى الماء ويبقى من يطلب البطة على الشاطئ ويسبح العربى فى الماء ويقترب من الأوز والبط ويندس بينهم ويربط أقدامهم بالخيط الكتانى الذى فى يده فلا تشعر به هذه الطيور لأن ما يطفو بجانبها قرعة والعربى يراقب الطيور من ثقب القرعة ويقيد أرجلها ثم يخرج إلى الشاطئ ويسلم طرف الخيط إلى من يطلب الأوزة فيقبض هذا الشخص على الخيط بيده ولا يجعله ينفلت منه ويجذبه رويدا رويدا حتى تقترب الطيور من الشاطئ ، وعندئذ تدرك الطيور المسكينة ما وقع لها ، فترفرف بأجنحتها. وتأخذ منها ما تريد من الطيور السمينة وتدفع پاره واحدة ثمنا لكل أوزة منها وتطلق النحيل منها.
وهذا العربى المذكور يلتزم بهذه الطيور ويؤدى ما عليه من ضرائب ، وإذا ما صاد هذه الطيور غيره غرم. وكل ما يهرب من هذه الطيور المطلوقة يعود حتما إلى هؤلاء الفلاحين وكأنهم سحروا من قبل هؤلاء الفلاحين. وكم لهم من حيل وألاعيب شيطانية.
ـ من عجائب الغرائب :
وعجيبة أخرى من عجائب الزمان هى أنهم يدفنون عشرة آلاف بيضة فى روث الخيل وبعد عشرين يوما يخرج منها عشرة آلاف فرخ تبدأ فى السير فيحار لذلك عقل الإنسان وهذا أمر غريب عجيب. إلا أن هذا العمل لا يقتدر على القيام به كل أحد ، فهناك قرية تسمى «برمة» وهى إحدى قرى سليمان بك أحد قادة الجند فى مصر فى قضاء «أبيار» بها من توارثوا هذه الحرفة أبا عن جد وتفريخ الأفراخ فى روث الخيل عمل اختصوا به دون غيرهم.