ولئن كان الغالب في تلك الأحاديث الضعف ، فإن أنّ الأحاديث الضعيفة مقبولة ويعمل بها في فضائل الأعمال ـ مع شروط ـ كما هو مذهب كثير من أهل العلم ـ ومعلوم أن أهل العلم يتساهلون في قبول أحاديث فضائل الأعمال بما لا يتساهلون به في الأحاديث المتعلقة بالعقيدة والأحكام من حلال وحرام.
قال الإمام أحمد ـ رحمهالله ـ في قبول ذلك : «إذا روينا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد ، وإذا روينا عن النبي صلىاللهعليهوسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكما ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد».
وقال الإمام النووي ـ رحمهالله ـ في مقدمة كتاب الأذكار : «قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكون موضوعا .... ـ ثم قال مقررا ذلك ـ إنما ذكرت هذا الفصل ... فأردت أن تقرر هذه القاعدة عند مطالع هذا الكتاب ...».
هذا وقد ذكر المؤلف رحمهالله تعالى ـ جميع ما ذكر في السنة والآثار من أماكن إجابة الدعاء بالكعبة المشرفة وما حولها بداخل المسجد الحرام وهكذا في مواطن بمكة المكرمة ثم المشاعر المقدسة ، مع ما قيل فيها من الأدعية المأثورة.
بل ذهب ـ رحمهالله ـ في هذا الكتاب مذهب العلماء الأوائل ؛ إذ لم يكتف بذكر موضوع الكتاب (مواطن إجابة الدعاء) كما يظهر من عنوان الكتاب ، بل استطرد في كل مسألة بذكر الخلاف ، وما تعلق بها من فروع بإيجاز ، وإن كان