وقال معلقا على هذه الأحوال : «... ومعاصي ذلك اليوم عامة في سائر منى ، يعرف ذلك من شاهده وعاينه ، فنسأل الله العفو والسلامة» ، وقال في بدع تقع في المقام : «وأما ما أحدثه بعض الناس من إتيان المقام في وقت كراهة الصلاة والوقوف عنده للدعاء مع استقبال القبلة أو المقام ، فلا أصل له في السنة ولا رواية عن فقهاء الأمة من الأئمة الأربعة ، كذا قال الملّا علي».
وقال أيضا : «مسح المقام ومسه وتقبيله ليس بسنة إنما أمرنا بالصلاة عنده».
وقال ـ فيما يفعله العامة من زيادة الصعود على الصفا ـ : «وما زاد على ذلك من الصعود من الجدران والالتصاق بدعة قبيحة».
وقال ـ في رفع اليدين عند رؤية البيت ـ : «ويرفع يديه حذو منكبيه بسطا للدعاء ـ لا كما يفعله الجهلة من معلمي الغرباء وغيرهم».
ونحو هذا الإنكار الشديد على بعض الأعمال من البدع والمنكرات كثير في كتابه ، ما يظهر حرصه واهتمامه بإقامة السنة والقضاء على البدع والأمور المخالفة للشرع.
هذا وإنّ المؤلف رحمهالله ـ كما سطّر شطر كتابه في ذكر مواطن الإجابة والفوائد المتممة والعوائد المحصلة ، فقد ذكر في الشطر الثاني من الكتاب :
آثار مكة المكرمة مختصرة ؛ لكثرتها وحدّد مواقعها بدقة ، وللمؤلف تحقيقات وتعليقات جيدة في تحديد المواقع ، والردّ والتعقيب على القضايا المختلف فيها.
ويجد القارئ في الكتاب من المعلومات المتميزة ما لا يجده في المطولات.