وعند باب الكعبة قال صلىاللهعليهوسلم : (أمّني جبريل عند باب الكعبة مرتين (١)) ، وهو يحتمل وجاه الباب أو الحفرة بهذا الملتزم ، والأقرب الأول ، كذا قال الفاسي وسيأتي.
والحفرة التي تسمى : معجنة إبراهيم ومقام جبريل ؛ حيث أمّ النبي صلىاللهعليهوسلم ، صلى فيه خمس صلوات أوائل أوقاتها ، وهذا هو المشهور عند أهل مكة ، ويكاد أن يعد عندهم متواترا ، على ما قاله في العمدة ، وإليه ذهب المحب الطبري ، ويقال : إنه مصلّى آدم عليه الصلاة والسلام.
وتلقاء الركن الذي يلي الحجر من جهة المغرب ، وقيل : هو خلف المقام ؛ لأنه جاء مصرحا به في رواية ، قال المحب الطبري : والظاهر أن هذا الموضع تلقاء المقام في فناء الكعبة ، بحيث يكون المقام خلف ظهر المصلي فيه (٢) ، ثم قال : ويحتمل على بعد أن يكون الموضع الرابع يعني : باب الكعبة.
وورد تفضيل وجه الكعبة على غيره ، قال ابن عمر رضياللهعنه : البيت كله قبلة ، وقبلته وجهه ، فإن فاتك ذلك فعليك بقبلة النبي صلىاللهعليهوسلم : تحت الميزاب (٣).
وداخل البيت : وهو قبل الباب المسدود ، بحيث يكون بينه وبين الجدار
__________________
(١) انظر : الجامع اللطيف ، ص ١٧٧. وأورد المحب الطبري آثارا على قول من قال تضاعف السيئة بمكة : «عن مجاهد قال : تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات.
وسئل أحمد بن حنبل : تكتب السيئة أكثر من واحدة؟ فقال : لا ، إلا بمكة ، لتعظيم البلد.
وعن ابن مسعود : لو أن رجلا همّ بقتل رجل عند البيت وهو بعدن أبين ، أذاقه الله عزوجل في الدنيا من عذاب أليم. أخرجه صاحب مثير الغرام». القرى ص ٦٥٩.
(٢) أخرجه أبو داود (٣٩٣) ؛ والترمذي (١٤٩) وغيرهم من أصحاب السنة.
(٣) انظر : القرى لقاصد أم القرى ص ٣٥٠.