من قبل الرأس ، ويقف ويستقبله ويحترمه كما يحترمه في الحياة ويقول : «السلام عليكم دار قوم مؤمنين. وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لي ولكم العافية».
وأخرج مسلم عن عائشة رضياللهعنها قالت : قلت يا رسول الله كيف أقول إذا دخلت المقابر؟ قال : (قولي : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله ... الخ (١)) وقيل : يقول : السلام عليكم ، والصحيح الأول ، ثم يدعو قائما طويلا ، وإن جلس يجلس بعيدا منه ، أو قريبا بحسب مراتبه في حال حياته ، ويقرأ من القرآن ما تيسر له من الفاتحة ، وأول البقرة إلى المفلحون ، وآية الكرسي ، و (آمَنَ الرَّسُولُ) [البقرة : ٢٨٥] ، ويس ، وتبارك ، وسورة القدر ، وألهاكم ، والكافرون ، والإخلاص اثني عشر أو إحدى عشر ، أو سبعا ، أو ثلاثا ، والمعوذتين ، ثم يقول : اللهم أوصل ثواب ما قرأته إلى فلان أو إليهم ، ولا يتساهل في قراءة ما تيسر وفي الدعاء ، فإن أجر ذلك عظيم (٢) ، وروى الدارقطني والسلفي عن علي بن أبي طالب رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (من مرّ بالمقابر وقرأ قل هو الله أحد ، إحدى عشر مرة ، ثمّ وهب أجرها للأموات أعطي من الأجر بعدد الأموات) ، وفي تذكرة القرطبي : وروى من حديث أنس ـ خادم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ
__________________
(١) مسلم (٢٤٩ ، ٩٧٤) ، وأصحاب السنن.
(٢) ولا بأس بقراءة القرآن على القبر ، كما ذكر المرغيناني في التجنيس ٢ / ٢٨٧ ؛ وانظر ابن عابدين (بالتفصيل) في الحاشية ٥ / ٣٦٩ (ط دار الثقافة).
وقال ابن قدامة : «ولا بأس بالقراءة عند القبر» ، وقد روي عن أحمد أنه قال : «إذا دخلتم المقابر ، اقرؤوا آية الكرسي وثلاث مرات (قل هو الله أحد) ثم قل : اللهم إن فضله لأهل المقابر» ، وروي عنه أنه قال : «القراءة عند القبر بدعة ...» ، المغني ٢ / ٥٦٦ ، وقد استفاض العلماء في الموضوع ، انظر بالتفصيل : الروح لابن قيم الجوزية ص ٢٩٧ وما بعدها.