فكم قاعد قد وسع الله رزقه |
|
ومرتحل قد ضاق بين الورى رزقا |
فعش في حمى خير الأنام ومت به |
|
إذا كنت في الدارين تطلب أن ترقى |
إذا قمت فيما بين قبر ومنبر |
|
بطيبة فاعرف أين منزلك الأرقا |
لقد أسعد الرحمن جار محمد |
|
ومن جار في ترحاله فهو لا يشقى |
أجابوا عن مزيد المضاعفة : بأن أسباب التفضيل لا تنحصر في ذلك ، فإن الصلوات الخمس بمنى للمتوجه لعرفة أفضل منها بمسجد مكة ، انتفت عنها المضاعفة ، إذ في الاتباع ما يربو عليها ؛ ولذا قال عمر ـ رضياللهعنه ـ بمزيد المضاعفة لمسجد مكة ، مع قوله بتفضيل المدينة ، وعن الحج بما جاء في فضل الزيارة ، والمسجد ، والإقامة بعد النبوة بالمدينة ، وكانت أقل من مكة ، على القول به ، فقد كانت سببا لإعزاز الدين وإظهاره ، ونزول أكثر الفرائض وإكمال الدين ، حتى تردد بها جبريل عليهالسلام ، ثم استقر بها صلىاللهعليهوسلم إلى قيام الساعة ، ولهذا قيل لمالك أيها أحب إليك المقام هنا يعني المدينة أو بمكة؟ فقال : هاهنا ، وكيف لا أختار المدينة وما بها طريق إلا سلك عليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وجبريل ينزل عليه من عند رب العالمين في أقل من ساعة. انتهى.
وأكثر هذه الكلام من المواهب اللدنية ، وإنما أطلت الكلام في ذلك وإن كان مذهب إمامنا أبي حنيفة ـ رحمهالله ـ تفضيل المجاورة بمكة على المدينة ؛ لأن ميل كل نفس حيث حبيبها ، وما أحسن قول أبي نواس رحمهالله :
عليّ لربع العامرية وقفة |
|
ليملي عليّ الشوق والدمع كاتب |
ومن مذهبي حب الديار لأهلها |
|
وللناس فيما يعشقون مذاهب |