عن ابن مسعود رضياللهعنه قال : ما من عبد ولا أمة دعا الله في كل ليلة عرفة بهذا الدعاء ـ وهي عشر كلمات ألف مرة ـ لم يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه إلا قطيعة رحم ، أو إرادة مأثم : (سبحان الذي في السماء عرشه ، سبحان الذي في السماء سلطانه ، سبحان الذي في الجنة رحمته ، سبحان الذي في القبر قضاؤه ، سبحان الذي في الهواء روحه ، سبحان الذي رفع السماء ، سبحان الذي وضع الأرض ، سبحان الذي لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه) قيل له : أنت سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : نعم.
وروى ابن أبي شيبة موقوفا عن ابن عمر رضياللهعنهما : أنه كان إذا صلى العصر ووقف بعرفة يرفع يديه يقول : الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر ولله الحمد ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، اللهم اهدني بالهدى ونقني بالتقوى ، ـ وفي رواية أخرى ـ : واعصمني بالتقوى ، واغفر لي في الآخرة والأولى ـ ثلاث مرات ـ اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا ، ثم يرد يديه فيسكت قدر ما يقرأ الإنسان فاتحة الكتاب ، ثم يعود ويرفع يديه ويقول مثل ذلك حتى أفاض (١).
وأخرج الطبراني في الدعاء عن ابن عمر رضياللهعنهما عنه : كان يرفع صوته بالدعاء يقول : «اللهم اهدنا بالهدى وزيّنّا بالتقوى ، واغفر لنا في الآخرة والأولى ، ثم يخفض صوته يقول : اللهم إني أسالك رزقا طيبا مباركا ، اللهم إنك أمرت بالدعاء ، وقضيت على نفسك بالإجابة ، وإنّك لا تخلف وعدك ، ولا تنكث عهدك ، اللهم ما أحببت من خير فحبّبه إلينا ، وما كرهت من شيء فكرّهه إلينا وجنّبناه ، ولا تنزع منا الإسلام بعد إذ هديتنا» (٢).
__________________
(١) أخرجه ابن شيبة في مصنفه ٣ / ٣٣٤.
(٢) ورد نحوه في قسم الحديث للشيخ محمد بن عبد الوهاب ٤ / ١٦٧.