هو ما أعده الله تعالى لعباده ، فاذا كان الناس لا يدركون بواطن الأمور فلا يحق لهم إصدار الأحكام ، وليس لهم أن يقولوا :
هذا واجد ، وهذا فاقد .. وعليهم أن يتوقعوا أن يكون الأمر حين تتكشف لهم الأمور على خلاف ما هي عليه في ظاهر الحال ..
ثم أخبرهم زيادة على ذلك بأنه «صلىاللهعليهوآله» يملك دعوة قد خبأها لأمته ، وأن ما ناله سليمان إنما ناله بدعوة مثلها ، أما نبينا «صلىاللهعليهوآله» فلعل الله تعالى قد أعطاه بالإضافة إلى تلك الدعوة ملكا أعظم من ملك سليمان .. وقد أبقى دعوته لأمته ، وبذلك يكون قد بلغ منتهى الفضل ، وأقصى غايات الكرامة ..
علم عثمان بن أبي العاص :
وقد ذكر في ما تقدم : أن عثمان بن أبي العاص بعد أن رجع الوفد من عند رسول الله عمد إليه «صلىاللهعليهوآله» فسأله عن الدين ، واستقرأه القرآن حتى فقه وعلم .. فمكث الوفد عند رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حتى قبلوا الإسلام ..
ونقول :
إن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يكن قد فرّغ نفسه لتعليم عثمان بن أبي العاص ، وكان من عادته أن يدفع من يريد التفقه في الدين إلى بعض أصحابه ليتولى هو ذلك.
ولو فرض أنه قد أعطاه من وقته ، فإن هذه الأيام اليسيرة جدا لم تكن تكفي لأن يفقه عثمان ويعلم ..