ولعل سبب هذا الثناء على قبيلة أسلم هو أنها هي التي كانت قد احتلت المدينة ، ومكنت لأبي بكر من غصب الخلافة من الوصي والولي المنصوب من قبل الرسول الأكرم «صلىاللهعليهوآله» في يوم الغدير بأمر من الله تعالى ، ولم يزل النص عليه بالإمامة والخلافة يتوالى منه «صلىاللهعليهوآله» طيلة أكثر من عشرين سنة. ولعلنا نشير إلى ما فعلته أسلم في التمكين لأبي بكر إن شاء الله تعالى (١).
أسلم إخوة الأنصار :
ثم إننا لم نستطع أن نفهم السبب في أنهم اعتبروا أنفسهم أخوة الأنصار .. فإن كان المقصود هو الأخوّة في الإيمان ، فإن هذا لا يجعل لهم امتيازا على من سواهم من سائر المسلمين ، لكي يطالبوا النبي «صلىاللهعليهوآله» بتمييزهم على من عداهم ، كما أنه لا يبرر تخصيصهم للأنصار بالأخوة ، فهم إخوة للمهاجرين أيضا.
وإن كان المقصود هو : أخوة خاصة ، فإن التاريخ لا يثبت لهم شيئا من ذلك.
طلب المنزلة الخاصة :
على أن طلبهم أن يكون لهم منزلة خاصة عند رسول الله «صلى الله
__________________
(١) راجع : تاريخ الأمم والملوك (بتحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم) ج ٣ ص ٢٢٢ وتلخيص الشافي ج ٣ ص ٦٦ والبحار ج ٢٨ ص ٣٢٦ والكامل في التاريخ ج ٣ ص ٣٢٦ و ٣٣١ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٤٠ والجمل للمفيد ص ١١٩.