وفود قيس بن غربة :
إن الرواية المتقدمة تقول : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» سأل الوفد الذي قدم مع قيس بن غربة : من أنتم؟!
فأخبروه أنهم أحمس الله ..
وهذا يشير إلى : أن هذه كانت أول مرة يفدون فيها إليه «صلىاللهعليهوآله» .. ولذلك سألهم أن يعرّفوا له أنفسهم ، ولو أنه كان قد رآهم قبل ذلك ، أو رأى زعيمهم قيس بن غربة لعرفه وعرّفه ، أو لخصه هو بالسؤال عن سبب مجيئه ، وعن هوية الذين جاؤوا معه ..
مع أن ثمة نصا آخر يقول : إن قيس بن غربة كان قد قدم على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بأمر منه «صلىاللهعليهوآله» قبل ذلك ،
قال الراوندي : «روي أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» كتب إلى قيس بن عرنة (غربة) البجلي يأمره بالقدوم عليه ، فأقبل ومعه خويلد بن الحارث الكلبي ، حتى إذا دنا من المدينة هاب الرجل أن يدخل ..
فقال له قيس : أما إذا أبيت أن تدخل ، فكن في هذا الجبل حتى آتيه ، فإن رأيت الذي تحب أدعوك ، فاتبعني ، فأقام. ومضى قيس حتى إذا دخل على النبي «صلىاللهعليهوآله» المسجد ، فقال : يا محمد ، أنا آمن؟!
قال : نعم ، وصاحبك الذي تخلف في الجبل الخ ..» (١).
__________________
(١) الخرائج والجرائح (ط مؤسسة الإمام المهدي ـ قم) ج ١ ص ١٠٣ والبحار ج ٢٢ ص ٧٦ وج ١٨ ص ١١٧ عنه ، ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٢٠٤.