جزاء من يفعل هذا الذي يلومهم عليه؟!.
وفود محارب :
عن أبي وجرة السعدي قال : قدم وفد محارب سنة عشر في حجة الوداع ، وهم عشرة نفر ، منهم سواء بن الحارث ، وابنه خزيمة بن سواء ، فانزلوا دار رملة بنت الحدث. وكان بلال يأتيهم بغداء وعشاء إلى أن جلسوا مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يوما من الظهر إلى العصر ، فأسلموا وقالوا : نحن على من وراءنا ، ولم يكن أحد في مواسم الحج التي كان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يعرض دعوته فيها على القبائل ، ويدعوهم إلى الله وإلى نصرته ، أفظ ولا أغلظ على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» منهم.
وكان في الوفد رجل منهم ، فعرفه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فأمده النظر ، فلما رآه المحاربي يديم النظر إليه قال : كأنك يا رسول الله توهمني ، قال : «لقد رأيتك».
قال المحاربي : أي والله ، لقد رأيتني وكلمتني ، وكلمتك بأقبح الكلام ، ورددت عليك بأقبح الرد بعكاظ ، وأنت تطوف على الناس.
فقال «صلىاللهعليهوآله» : «نعم».
فقال المحاربي : «يا رسول الله ، ما كان في أصحابي أشد عليك يومئذ ولا أبعد عن الإسلام مني» ، فأحمد الله الذي أبقاني حتى صدقت بك ، ولقد مات أولئك النفر الذين كانوا معي على دينهم.
فقال «صلىاللهعليهوآله» : «إن هذه القلوب بيد الله عزوجل».