يخبر عنه فيما يأتي .. فكان تسبيح الحصى بيديه هو تلك المعجزة القاهرة والظاهرة.
بكاء النبي صلىاللهعليهوآله حيّرهم :
وإن بكاء النبي «صلىاللهعليهوآله» الذي حيّرهم ، كان مفعما بالدلالات ، في كل اتجاه ، فهو من جهة قد أظهر عمق تفاعل النبي الأعظم «صلىاللهعليهوآله» مع الحقائق التي يتلوها ، ليتضح أن شريعته ، ودينه دين كرامة ، وإنسانية ، ومشاعر ، وروح وطهر وصفاء ، يثير كوامن النفس الإنسانية ، لكي ترتقي من خلال كمالاتها ، إلى آفاق الشرف والكرامة ، لدى خالق الكون والحياة ..
وأظهر أيضا : أنه لم يأت بالدين ليكون لغيره ، ويكون هو مستثنى منه ، بل هو مثلهم فيه ، في جميع المجالات ، وسائر الإتجاهات.
وأظهر من جهة أخرى ـ من خلال اندفاعهم للسؤال عن سبب بكائه «صلىاللهعليهوآله» ـ : أنهم لم يتأملوا فيما يتلوه عليهم ، ولا تفاعلوا معه ، ولا انفعلوا به ، بل هم قد تحيّروا ، أو تعجبوا ممن وعى معناه ، وتأثر به!!
النبي صلىاللهعليهوآله يصد الأشعث :
وقد أظهرت الروايات المتقدمة : أن الأشعث بن قيس قد حاول أن يتزلف للنبي «صلىاللهعليهوآله» بطريقة ماكرة ، من شأنها أن تنقص من قدره «صلىاللهعليهوآله» ، حيث ألقى إليه مقولة أنه «صلىاللهعليهوآله» ابن أكل المرار ، أي إنه يريد أن ينسبه إلى غير أبيه. وكأنه يريد أن يضع علامة استفهام على صحة انتسابه إليه .. لأن القبول بمقولة الأشعث سوف