وفي جميع الأحوال نقول :
إن عدم نقل ذلك لا يدل على عدم وجوده ، ولا يستحق أن يشغل الناس بأمور كهذه.
الخوف من السيف :
قد ذكر النص المتقدم : أن الناس صنفان : إما خائف من السيف ، أو داخل في الإسلام. وهذا كلام غير دقيق. فإن الإسلام لم يزل يعلن للناس أنه : (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) (١).
(فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) (٢).
(لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ) (٣).
وآيات كثيرة أخرى ..
فالخائفون من السيف هم خصوص أولئك الذين يريدون أن يكونوا جبارين في الأرض ، ويواجهون النبي «صلىاللهعليهوآله» بالحرب ، لمنعه من إبلاغ دعوته ، ومنع من تبلغهم الدعوة من ممارسة حقهم في اختيار هذا الدين ، والإيمان به ، حتى أنهم يعاقبون من يفعل ذلك بالقتل ، وبالتعذيب ، وبالمقاطعة بجميع أنواعها وبكل ما يقع تحت اختيارهم.
__________________
(١) الآية ٢٥٦ من سورة البقرة.
(٢) الآية ٢٩ من سورة التوبة.
(٣) الآية ٢٧٢ من سورة البقرة.