إذ كيف يصح اتهامهم النبي «صلىاللهعليهوآله» بأنه يريد من الناس أن يعبدوه كما يعبد النصارى عيسى «عليهالسلام» ، مع أنه هو الذي يريد ان يصدهم عنه.
فإن هذه الايات قد وردت في سورة آل عمران ، وهذه السورة قد نزلت قبل قضية المباهلة بسنوات كثيرة. فكيف يقال : أنها قد نزلت في المباهلة في أواخر حياته «صلىاللهعليهوآله» ..
والجواب عن ذلك هو : أن الله تعالى قد أنزل عليه «صلىاللهعليهوآله» هذه الآيات مرة ثانية ، حين جاءت مناسبتها ، وذلك غير بعيد ..
لماذا لم يكلمهم رسول الله صلىاللهعليهوآله؟! :
وقد ذكرت الرواية : أن وفد نجران كلموا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» مرات عديدة ، فلم يجبهم «صلىاللهعليهوآله» ، حتى أرشدهم علي «عليهالسلام» إلى ضرورة تغيير ملابسهم الفاخرة ، فحينئذ كلمهم «صلىاللهعليهوآله» ..
والسؤال هنا ذو شقين :
أحدهما : هل ارتداء الملابس الفاخرة خطيئة تستوجب الإعتراض المتمثل
__________________
ج ١ ص ١٩١ وتفسير الميزان ج ٣ ص ٢٦٨ وجامع البيان للطبري ج ٣ ص ٤٤١ وتفسير ابن أبي حاتم ج ٢ ص ٦٩٣ وتفسير ابن كثير ج ١ ص ٣٨٥ والعجاب للعسقلاني ج ٢ ص ٧٠٥ والدر المنثور ج ٢ ص ٤٠ و ٤٦ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٦٩٧ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٢ ص ٣٩٥ وعيون الأثر ج ١ ص ٢٨٤.