طيبات مباركات ، ثم قال : «يا أيها الناس ، إنكم لن تطيقوا أن تفعلوا كل ما أمرتم به ، ولكن سددوا وأبشروا (١).
ونقول :
١ ـ إن قوله : أو تاسع تسعة لعله ليس من كلام الحكم بن حزم ، بل هو من كلام الراوي عن الكتاب ، إذ إنه كثيرا ما يشتبه الأمر على القارئ في هذا المورد لتقارب الرسم بين كلمتي سبع ، وتسع ، مع ملاحظة : أن النقط للحروف لم يكن شائعا آنئذ.
٢ ـ ويلاحظ أيضا : أن الناس كانوا يقصدون النبي «صلىاللهعليهوآله» لمجرد طلب الدعاء منه لهم.
وهذا يشير إلى : أن له موقعا خاصا في نفوسهم وقلوبهم ، وأن الأمر لدى الكثيرين قد تجاوز موضوع القناعة ، وإظهار الإعتقاد ، لتصبح علاقتهم برسول الله «صلىاللهعليهوآله» علاقة مشاعرية وروحية ووجدانية.
وفود بني بكر بن وائل :
قال ابن سعد : قدم وفد بكر بن وائل على رسول الله «صلى الله عليه
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٨ ص ٢٢٢ وج ٦ ص ٣٢٢ عن أحمد ، وأبي داود ، والبيهقي واللفظ له. وفي هامشه عن : كنز العمال (٥٢١٩). ومسند أحمد ج ٤ ص ٢١٢ ونيل الأوطار ج ٣ ص ٣٣٠ وسنن أبي داود ج ١ ص ٢٤٦ والمعجم الكبير للطبراني ج ٣ ص ٢١٣ ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج ٢ ص ٤٩٠ وكنز العمال ج ٣ ص ٦٧١ وأسد الغابة ج ٢ ص ٣٢ وراجع : تاريخ مدينة دمشق ج ٢٣ ص ٢٠٩ وتهذيب الكمال ج ٧ ص ٩٣.