ثناء النبي على زيد الخيل :
قرأنا فيما تقدم ثناء نبويا عاطرا على زيد الخيل ، مع العلم بأن الحديث المتقدم عن ابي سعيد الخدري قد صرح بأن زيد الخيل كان من المؤلفة قلوبهم ، وذلك مروي في صحاح أهل السنة .. مما يعني : أن هذا الثناء مكذوب على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
وقد حاول الزرقاني أن يرد على ذلك : بأن قدوم زيد الخيل في وفد طيء كان سنة تسع.
فقد قال : «هذا يرد على ما في النور : أن زيدا كان من المؤلفة ، لأن المؤلفة من أعطي من غنائم حنين. وكان ذلك سنة ثمان. وقد تقدم : أن الحافظ نقله في سردهم عن التلقيح لابن الجوزي ، وأن الشامي توقف فيه بأنه لم يره في نسختين من التلقيح.
ويقوي ذلك ما في الروض ، من رواية أبي علي البغدادي : قدم وفد طيء ، فعقلوا رواحلهم بفناء المسجد ، ودخلوا ، وجلسوا قريبا من النبي «صلىاللهعليهوآله» ، حيث يسمعون صوته ..
فلما نظر «عليهالسلام» إليهم ، قال : إني خير لكم من العزى ، ومن الجمل الأسود الذي تعبدون من دون الله ، ومما حازت مناع ، من كل ضار غير نفاع.
فقام زيد زيد الخيل ، وكان من أعظمهم خلقا ، وأحسنهم وجها وشعرا ، وكان يركب الفرس العظيم الطويل فتخط رجلاه في الأرض كأنه حمار.
فقال له النبي «صلىاللهعليهوآله» ولا يعرفه : الحمد لله الذي أتى بك من حزنك وسهلك ، وسهّل قلبك للإيمان. ثم قبض على يده فقال : من أنت؟!