وفود بني سحيم :
عن أبي عبيدة : أن الأسود بن سلمة قدم على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في وفد بني سحيم ، فأسلم ، فردهم إلى قومهم وأمرهم أن يدعوهم إلى الإسلام ، وأعطاهم أداوة ماء قد تفل فيها ، أو مج ، وقال : «فلينضحوا بهذه الأداوة مسجدهم ، وليرفعوا رؤوسهم» إذا رفعها الله تعالى ، فما تبع مسيلمة منهم رجل ، ولا خرج منهم خارجي قط (١).
ونقول :
إن الدعوة حين تأتي من خارج القبيلة تبقى هناك حالة من التراخي في مناصرتها ، ولا تحظى بالحرص والإندفاع الذي تحظى به لو كانت نابعة من الداخل ، ومن خلال الإحساس بضرورة تلك الدعوة ، وبالحاجة لها ..
كما أن ذلك يوفر لدى القبيلة مستوى من الإطمئنان ، والإحساس بالأمن والسكينة معها ، حيث لا يتوجس أحد من أهل القبيلة أي نوع من الخوف من تسريب ثمراتها ومنافعها ، أو تسريب جزء منها إلى خارج القبيلة.
وكل ذلك يوضح لنا السبب في إرسال النبي «صلىاللهعليهوآله» أبناء القبائل لدعوة قومهم وقبائلهم ..
وفود بني سدوس :
عن عبد الله بن الأسود قال : كنا عند رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣٤٢ عن الرشاطي. والإصابة ج ١ ص ٢٥٧.