مبخلة ما يوجب الذم والإنتقاص لأحد ، بل هو يخبر عن واقع الناس وحالاتهم ، لأن وجود الأولاد يدفع الإنسان إلى أن ينأى بنفسه عن مواطن الخطر ، حيث يسعى إلى أن يحفظ حياته ، وقدرته على رعايتهم ، وتدبير شؤونهم ، لأنه يخشى عليهم من الضياع لو غاب عنهم ، ما داموا غير قادرين على حفظ أنفسهم بأنفسهم ، وهذا يلتقي في نتيجته مع فعل الجبناء ، ونتائج جبنهم.
كما أنه يهتم من جهة أخرى بجمع الأموال وادخارها حبا بالأولاد ، ليستفيدوا منها في مستقبل أيامهم. وهذا يلتقي مع فعل البخيل الذي يجمع المال حبا بنفسه ، أو حبا بالمال. وذلك ظاهر لا يخفى.
وفود بني سلامان :
قال محمد بن عمر : كان مقدمهم في شوال سنة عشر.
وعن حبيب بن عمرو السلاماني قال : قدمنا وفد سلامان على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ونحن سبعة ، فصادفنا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» خارجا من المسجد إلى جنازة دعي إليها ، فقلنا : السلام عليك يا رسول الله.
فقال : «وعليكم من أنتم»؟
فقلنا : نحن من سلامان قدمنا إليك لنبايعك على الإسلام ، ونحن على من وراءنا من قومنا.
فالتفت إلى ثوبان ، غلامه فقال : «أنزل هؤلاء الوفد حيث ينزل الوفد». فلما صلى الظهر جلس بين المنبر وبيته ، فتقدمنا إليه ، فسألناه عن أشياء من