إلغاء سوق عكاظ :
ويلاحظ هنا : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد صرح بأن عليهم البيع بالأفنية. أي في الساحات المتسعة أمام دورهم أو في بلدهم ..
فهل هذا يهدف إلى تثبيطهم عن الإرتحال إلى سوق عكاظ الذي كان يشتمل على المفاسد ، لما يكون فيه من هجاء ، وافتخار بمآثر الجاهلية ، وتشبيب بالنساء ، وغير ذلك مما من شأنه أن يترك آثارا سيئة على العلاقات بين الناس ، وعلى أخلاقهم ، وعلى حالاتهم الإجتماعية.
شهادة الحسنين عليهماالسلام على كتاب ثقيف :
وقد تقدم : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد أشهد الحسنين «عليهماالسلام» على كتاب ثقيف ، وكان عمرهما في سنة تسع خمس وست سنين ، وفي هذا تعظيم لشأنهما ، وإظهار لفضلهما.
وفيه أيضا : دلالة على أن الحسنين «عليهماالسلام» قادران على حفظ حقوق الناس ، حتى وهما في هذه السنّ ، لأنهما يملكان من الوعي والإدراك والعقل وسداد الرأي ، والإتزان وقوة الإلتزام ، ما يكفي لذلك ، وهذه ميزة لم تكن لغيرهما ممن هو أكبر منهما سنا ..
على أن من الواضح : أن هذه الشهادة قد كانت على أمر يرتبط بمصير جماعة كبيرة من الناس ، فإنهما لم يشهدا على ملكية شاة أو دار ، أو قطعة أرض ، بل على ما هو أجل وأخطر من ذلك بكثير ..
مع ملاحظة : أن شهادتهما قد أثبتت إلى جانب شهادة أبيهما في أمر يرتبط بسياسة العباد ، وبالتعهدات الملزمة فيما بين إمام المسلمين وبين جماعة