على أن الرواية الأخرى تكاد تكون صريحة في أن الوفد التقى بالنبي «صلىاللهعليهوآله» ، فلما حصل على ما أراد ، خرج من عنده عازما على السير ، ولم يرضوا إلا بإعطاء فرصة يسيرة جدا لعثمان بن أبي العاص ليلتقي برسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وأمروه بالعجلة ، ومعنى هذا هو أنه لم يمكث عند النبي «صلىاللهعليهوآله» ، لا أياما ولا ساعات فكيف يفقه ويعلم ، بتعليم رسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟!.
لا خير في دين لا صلاة فيه :
والصلاة هي الصلة بين العبد وربه ، وهي تمثل فرصة لإظهار العبودية لله ، وتبلور الشعور بألوهيته وهيمنته وقاهريته ، والحاجة إليه ، والإحساس برقابته ، وهي تهدف إلى دفع العبد نحو عمل الخير ، والإبتعاد عن المنكر ، والفحشاء .. فمن أجل ذلك وسواه قال «صلىاللهعليهوآله» : «لا خير في دين لا صلاة فيه».
لا مساومة على أحكام الله :
وقد رفض «صلىاللهعليهوآله» أن يساوم وفد ثقيف على شيء من أحكام الله تبارك وتعالى ، بحيث يصدر هو قرارا بتجويز ارتكاب تلك المحرمات لهم .. لأن ذلك نقض لأحكام الله ، وتضييع لشرائعه.
أما حين يبقى حكم الله تعالى ثابتا ، ويريد هذا أو ذاك أن يخالفه ، فان الأمر يصبح أقل سوءا وخطرا ، لأن ذلك العاصي المتعمد يكون قد آذى نفسه بتعريضها لعقوبة الله تبارك وتعالى ، وللمفاسد التي تنشأ عن تلك المخالفة .. كما أن المضطر للمخالفة فإنه وإن كان يعرض نفسه للمفسدة في الدنيا ، أو