الأموي ، ولقتله أبناء الأنبياء كما تقدم ..
لا تسألوا الكهان :
ولعل سؤالهم عن أمر الكاهنة قد أريد به الإمتحان والإستكشاف لأمر النبوة ، على أساس أنه إذا كان «صلىاللهعليهوآله» ـ والعياذ بالله ـ كاهنا ، فسوف لا يمانع في مراجعتهم لتلك الكاهنة ، وإن كان «صلىاللهعليهوآله» نبيا حقا فسوف يكون حاسما في المنع من ذلك.
فلما ظهر لهم هذا الأمر الثاني قال متكلمهم : الله أكبر ، على سبيل الإستحسان والظفر بالمطلوب.
هرقل عقدة تحتاج إلى حل :
وقد أظهر بنو عذرة ما يشير إلى أنهم رغم كونهم يعيشون في اليمن ، فإنهم كانوا يعانون من عقدة الخوف من هرقل ، الذي كانت تفصلهم عنه مسافات شاسعة وبلاد واسعة ، لمجرد أنهم يسافرون إلى طرف من أطراف مناطق نفوذ هرقل ، وهو الشام ..
وهم يرون : أن لملكه من القوة والإمتداد ما يجعله خارجا عن تقديرات البشر ، فلا محيص عن اللجوء في ذلك إلى الإخبارات الغيبية الإلهية .. ولذلك سألوا النبي «صلىاللهعليهوآله» عن أمره ..
ولعل مما هيأهم للإنبهار بهرقل والشعور بعظمته ، وهول أمره : أنهم قد شهدوا أو سمعوا بالنصر الكبير الذي سجله على مملكة فارس ، تصديقا للوعد الإلهي الوارد في سورة الروم : (الم ، غُلِبَتِ الرُّومُ ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ