لزمل بن عمرو على قومه .. ولم يذكر لنا المؤرخون إن كان قد وفد إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» وحده ، أو وفد مع قومه بني عذرة .. فإن كان قد وفد مع قومه ، فلا إشكال ..
لكن يبقى سؤال : لماذا أفردوا وفادته بالذكر دون سائر من كان معه؟! وهو ما لم يفعلوه مع غيره من رؤساء الوفود ، وفيهم من ولّاهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على قومهم؟!
وإن كان قد وفد وحده فلما ذا عقد النبي «صلىاللهعليهوآله» له لواء ، في الوقت الذي كان لا يعقد لواء لأقل من عشرة ـ كما قدمناه في بعض الفصول السابقة (١).
إلا أن يقال : إن ما عرف عنه «صلىاللهعليهوآله» من أنه كان لا يعقد لواء لأقل من عشرة ، إنما هو لمن يريد تأميره على مجموعة بعينها ، وفي مهمة محدودة ، أما إذا كان المقصود هو التأمير على بلدة أو على منطقته ، أو عشيرة ، فلا حاجة إلى حضور تلك العشيرة بعينها .. بل يكفي أن يرسل إليها الوالي المعيّن مع كتاب التولية ، حتى لو كان ذلك الوالي وحده ..
علما بأن تلك العشيرة أو البلد ، أو القوم هم أكثر من عشرة ، فيتحقق بذلك النصاب. وليس حضورهم في محضر الرسول «صلىاللهعليهوآله» ضروريا ..
والذي نظنه قويا : أن هذا التعظيم والتفخيم لزمل .. ثم لبني عذرة يدخل في سياق مكافآت زمل على خدماته ومواقفه ، وإخلاصه للعرش
__________________
(١) راجع : أسد الغابة ج ٢ ص ٢٥٩ ومصادر كثيرة أخرى في بعض الهوامش السابقة.