غير ذلك مما يجده المتتبع لما جرى بينه «صلىاللهعليهوآله» وبين من وفد عليه من القبائل المختلفة ، والبلاد المتباعدة ..
وهذا الأمر يدلنا على أن هذا الفهم لمعنى النبوة هو أمر استقر في نفوسهم ، وفي وجدانهم بصورة عفوية ، ولم يستفده الناس من تعليم معلم ، ولا من تصريح صادر عن نبي أو وصي ..
ويلاحظ أيضا : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان يستجيب لهم ، ولم يقل لأحد منهم ولو مرة واحدة : إن ذلك لا يدخل في صلاحياتي ، أو لم تصل إليه معرفتي ، أو ليس من اختصاصي.
البشائر بالرسول :
وقد أظهر الشعر الذي قاله كليب : أن بشائر اليهود بالنبي «صلىاللهعليهوآله» وما بلغ الناس عن الأنبياء من تأكيد على ظهوره «صلىاللهعليهوآله» قد أسهم في حسم الأمور لدى الكثيرين ، فآمنوا به «صلىاللهعليهوآله» ، وكان لهم بذلك الفوز العظيم.
وفادة الحكم بن حزن الكلفي :
عن الحكم بن حزن قال : قدمنا على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» سابع سبعة ، أو تاسع تسعة ، فأذن لنا فدخلنا ، فقلنا : يا رسول الله ، أتيناك لتدعو لنا بخير ، فدعا لنا بخير ، وأمر بنا فأنزلنا ، وأمر لنا بشيء من تمر ، والشأن إذ ذاك دون.
فلبثنا أياما ، فشهدنا بها الجمعة مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقام متوكئا على قوس أو عصا ، فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات ،