«صلىاللهعليهوآله» بيوم وليلة ، فأتاه الوحي ، فأخبر أصحابه بذلك.
وأما مسيلمة فقد ادّعى النبوة في حياة النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وشهد له الرحال الحنفي زورا بأن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد شرّكه معه في النبوة.
وكان النبي «صلىاللهعليهوآله» قد رأى الرحال مع فرات بن حيان وأبي هريرة ، فقال «صلىاللهعليهوآله» : «ضرس أحدكم في النار مثل أحد». فما زالا خائفين حتى ارتد الرحال ، وآمن بمسيلمة ، وشهد له زورا كما أسلفنا.
ثم أرسل أبو بكر جيشا إلى مسيلمة فقتل هو وجميع أصحابه (١).
هل رأى مسيلمة رسول الله صلىاللهعليهوآله :
قال الزرقاني : إن قلت : كيف يلتئم خبر ابن إسحاق في كون مسيلمة لم يجتمع بالنبي «صلىاللهعليهوآله» بل بقي في الرحال ، مع الحديث الذي يقول : بأنه اجتمع به ، وقد قال له «صلىاللهعليهوآله» : بأنه لو سأله السعفة التي في يده ما أعطاه إياها؟!
فالجواب : أن الأخذ بالرواية الثانية أولى لصحة سندها ، وقد وردت في صحيح البخاري. أما خبر ابن إسحاق فضعيف منقطع.
ويمكن الجمع بينهما بأن من المحتمل أن يكون قدم مرتين : إحداهما كان فيها تابعا ، والأخرى كان فيها رئيسا متبوعا ..
__________________
(١) راجع فيما تقدم : شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ٥ ص ١٥٥ والشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض ج ١ ص ٣٤٢.