٣ ـ إن مبادرة الوفد لإعلام النبي «صلىاللهعليهوآله» بهذا الأمر يشير إلى رضاهم وسعادتهم به ، وأنهم يشعرون بقيمة الإلتزام بأحكام الكتاب ، وسنة الرسول «صلىاللهعليهوآله» وما إلى ذلك لأنهم عاينوا عن قرب الفرق الشاسع بين ما كانوا عليه وما صاروا إليه .. فهم يتحسسون لذة هذا الواقع الجديد ، وهم مشدودون إليه بكل وجودهم ..
وفود الداريين :
قالوا : قدم وفد الداريين على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» منصرفه من تبوك ، وهم عشرة نفر ، منهم : تميم ، ونعيم ابنا أوس ، ويزيد بن قيس بن خارجة ، والفاكه بن النعمان بن جبلة ، وأبو هند ، والطيب ابنا ذر ، وهو عبد الله بن رزين ، وهانئ بن حبيب ، وعزيز ومرة ابنا مالك بن سواد بن جذيمة. فأسلموا ، وسمى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» الطيب : عبد الله ، وسمى عزيزا : عبد الرحمن.
وأهدى هانئ بن حبيب لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» أفراسا وقباء مخوصا بالذهب ، فقبل الأفراس والقباء ، [وأعطاه العباس بن عبد المطلب] ، فقال : «ما أصنع به»؟
قال : انتزع الذهب ، فتحلّيه نساءك ، أو تستنفقه ، ثم تبيع الديباج فتأخذ ثمنه.
فباعه العباس من رجل من يهود بثمانية آلاف درهم.
وقال تميم : لنا جيرة من الروم ، لهم قريتان يقال لإحداهما : حبرى ، والأخرى : بيت عينون ، فإن فتح الله عليك الشام فهبهما لي.