عليه وآله» يدل دلالة تكاد تكون واضحة على حب هؤلاء للدنيا ، وعلى أن لهم تعلقا خاصا بها ..
وذلك يقتضي أن يبادر «صلىاللهعليهوآله» إلى معالجة هذا الأمر فيهم .. إذ إنهم لم يفعلوا بعد أي شيء يستحقون به تلك المنزلة ، سوى أنهم قد آمنوا بالله ورسوله ، وهذا ما يفعله سائر الناس ، وقد سبقهم إليه غيرهم.
وفد بني هلال :
قالوا : وقدم على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» نفر من بني هلال ، فيهم عبد عوف بن أصرم بن عمرو ، فسأله عن اسمه ، فأخبره.
فقال : «أنت عبد الله» ، فأسلم.
ومنهم قبيصة بن المخارق قال : يا رسول الله ، إني حملت عن قومي حمالة ، فأعنّي فيها.
قال : «هي لك في الصدقة إذا جاءت» (١).
وروى مسلم عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال : تحملت حمالة ، فأتيت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أسأله فيها ، فقال : «أقم حتى تأتينا الصدقة ، فنأمر لك بها».
قال : ثم قال : «يا قبيصة ، إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة : رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ، ورجل أصابته جائحة
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٤٢٥ وفي هامشه عن : الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج ٢ ص ٧٤ وراجع : الإصابة ج ١ ص ٥٥٨ والمعجم الصغير للطبراني ج ١ ص ١٨٠.