بأن لا يدخل على من يبعثه إليهم ، وأن يتوضأ قبل دخوله عليهم ، ويصلي ركعتين ، ويسأل الله النجاح والقبول ، وأن يأخذ كتابه بيمينه ، ويدفعه إليهم بأيمانهم ..
أي أنه «صلىاللهعليهوآله» أراد أن يسن لهم ما شرعه الله تعالى في شأن الرسل في هذه المناسبة بالذات ، لتكون حساسيتها من أسباب وعيها بعمق ، وتحسس نتائجها الرضية على الرسول وعلى المرسل إليهم على حد سواء.
ولعل عياش بن أبي ربيعة كان يشعر بخطورة الموقف ، فجاءت التوجيهات منه «صلىاللهعليهوآله» لتربط على قلبه ، وتعيده إلى الله ، فيشعر بعظمته ، وبهيمنته ، وبقدرته ، وبمحبته له وللمؤمنين ، ولطفه وعناياته بهم .. فيعيش الثقة بالله ، والسكينة في قلبه ، وروحه ، والقوة في دينه ، وعدم المبالاة بالأخطار إذا كان الله محبا له ، راضيا عنه.
على أن هذه القوة الروحية ، والثبات والإتزان في الخطاب وفي الموقف يعطي للكلمة قوة مضاعفة على التأثير ، ويضفي على شخصيته الهيبة ، ويفرض على الآخرين احترامه ، والإصغاء إليه ، والتدبر فيما يأتيهم به.
وفد همدان :
وفي شهر رمضان من سنة تسع ، مرجع النبي «صلىاللهعليهوآله» من تبوك قدم وفد همدان على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» مع وفد حمير.
وكان الوافد من كل بطن من همدان سيدهم. فمالك بن أيفع من بني ناعط. وعميرة بن مالك من بني حازم ، ومن بني سلمان ضمام بن مالك. ومن بني حدان مسلمة بن هدان ، وهم بطن من همدان. ومن بني خارف من بني