وعن التفضيل بالجائزة نقول :
إنه تفضيل دعت إليه الحاجة والمسؤولية التي لابد لذلك الزعيم ، أو الرئيس أن يضطلع بها ، وليس تفضيلا أهوائيا فرضته العناوين والأسماء ..
واللافت هنا : أننا لم نجد أحدا تذمر من هذا الأمر ، أو اعترض عليه ، إلا من شاذ قصر فهمه عن إدراك وجه الحكمة فيه ، وزينه له شيطان الهوى أو دعاه إليه مرض القلب ، الذي أوقعه في وهاد العمى ..
وفد غامد :
وقدم على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وفد غامد سنة عشر ، وهم عشرة ، فنزلوا ببقيع الغرقد ، وهو يومئذ أثل وطرفاء ، ثم انطلقوا إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله». وخلفوا عند رحلهم أحدثهم سنا. فنام عنه ، وأتى سارق فسرق عيبة لأحدهم فيها أثواب له. وانتهى القوم إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فسلموا عليه ، وأقروا له بالإسلام ، وكتب لهم كتابا فيه شرائع الإسلام ، وقال لهم : «من خلفتم في رحالكم»؟
قالوا : أحدثنا سنا يا رسول الله.
قال : «فإنه قد نام عن متاعكم حتى أتى آت أخذ عيبة أحدكم».
فقال رجل من القوم : يا رسول الله ، ما لأحد من القوم عيبة غيري.
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «فقد أخذت وردت إلى موضعها».
فخرج القوم سراعا حتى أتوا رواحلهم ، فوجدوا صاحبهم ، فسألوه عما أخبرهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله».