دينهم لم يقدر على تأمينها لهم ، بل ربما كان هو السبب فيما يعانونه من فقر وحاجة ..
وإذا كان هذا الذي يظهر للناس على هذه الحال من رجال الدين فذلك يوحي لهم بأن رسالة الدين هي الإعتزاز بالمال وهو جزء من أهدافه ..
فذلك كله أو بعضه يحتم على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أن يعترض على من يسير في هذا الإتجاه ، ولابد أن يكون اعتراضه أشد قسوة حين يكون من يفعل ذلك يقدم نفسه للناس على أنه من القيادات الدينية ، ولا يورد ولا يصدر إلا في الحدود التي يسمح له بها الشرع ، فيؤدي ذلك إلى تكريس هذا الأمر على أساس اعتقادي ديني ، ينسب فيه هذه الأمر إلى الله سبحانه ، وأنه هو الذي اختار ذلك لعباده ..
ما تقول في عيسى؟! :
قد زعمت الرواية : أن الوفد سأل النبي «صلىاللهعليهوآله» عن عيسى فقال : «ما عندي فيه شيء الخ ..».
ونقول :
إن ذلك موضع ريب وشك :
أولا : لأنه كان قد أخبرهم بما يقوله في عيسى حين أخبرهم بأنه لا يقول بأن لله تعالى ولدا ، كما يقولونه في عيسى ..
ثانيا : إن الآيات في شأن عيسى كانت قد نزلت عليه قبل سنوات من ذلك التاريخ ، فلما ذا لم يبادر إلى قراءتها عليهم. مع أنها هي نفسها التي قرأها عليهم بعد أن استمهلهم؟!