رمضان ، فوفد ثقيف لا يمكن أن يكون في شعبان .. ويتأكد صحة أن يكون وفدهم الثاني قد جاء إليه في شهر رمضان. وفي جميع الأحوال نقول :
الوفد الثاني لثقيف :
وجاء وفد ثقيف الثاني ـ كما يقول بعضهم ـ في شهر شعبان سنة تسع وكان خروجه من المدينة إلى تبوك يوم الخميس في رجب في تلك السنة (١).
لكن قال في زاد المعاد : قال ابن إسحاق : وقدم في رمضان سنة تسع منصرفه من تبوك وفد ثقيف ، وكان من حديثهم : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لما انصرف عنهم اتّبعه عروة بن مسعود حتى أدركه قبل أن يدخل المدينة ، فأسلم ، وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام.
فقال له رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «إنهم قاتلوك» ، وعرف أن فيهم نخوة الإمتناع الذي كان منهم.
فقال عروة : لو وجدوني نائما ما ايقظوني. أو قال : يا رسول الله ، أنا أحب إليهم من أبكارهم. وكان فيهم كذلك محببا مطاعا.
فخرج يدعو قومه إلى الإسلام رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم. فلما أشرف لهم على علّيّة له ، وقد دعاهم إلى الإسلام ، وأظهر لهم دينه ، رموه بالنبل من كل وجه ، فأصابه سهم فقتله. فقيل لعروة : ما ترى في دمك؟
قال : «كرامة أكرمني الله بها ، وشهادة ساقها الله إلى ، فليس فيّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قبل أن يرتحل
__________________
(١) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ٥ ص ١٢١ عن ابن سعد ، ومغلطاي.