١ ـ وفد أزد شنوءة :
عن منير بن عبد الله الأزدي قال : قدم على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» صرد بن عبد الله الأزدي في وفد من الأزد ، بضعة عشر رجلا (خمسة عشر) ، فنزلوا على فروة بن عمرو ، فحباهم وأكرمهم. وأقاموا عنده عشرة أيام ، فأسلموا ، وكان صرد أفضلهم ، فأمّره رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على من أسلم من قومه ، وأمره أن يجاهد بهم من يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن (وكان ذلك سنة عشر).
فخرج صرد يسير بأمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، حتى نزل بجرش (مخلاف من مخاليف اليمن) ، وهي يومئذ مدينة حصينة مغلقة ، وبها قبائل من اليمن قد تحصنوا بها ، وقد ضوت إليهم خثعم ، فدخلوها معهم حين سمعوا بمسير المسلمين إليهم. فدعاهم إلى الإسلام ، فأبوا ، فحاصرهم شهرا أو قريبا منه ، وكان يغير على مواشيهم فيأخذها.
ثم تنحى عنهم إلى جبل يقال له : شكر ، فظنوا أنه قد انهزم ، فخرجوا في طلبه حتى أدركوه.
فصف صفوفه ، فحمل عليهم هو والمسلمون ، فوضعوا سيوفهم فيهم حيث شاءوا ، وأخذوا من خيلهم عشرين فرسا ، فقاتلوهم عليها نهارا طويلا.