والبور : الأرض التي لم تزرع.
ورها : بطن من مذجح.
الثناء على همدان :
١ ـ قد تضمنت النصوص المتقدمة ثناء النبي «صلىاللهعليهوآله» على قبيلة همدان. وإذا تأملنا في مضمون هذا الثناء ، فسنجد أنه وصفها بأوصاف قد لا نجد لها مصداقا في زمنه «صلىاللهعليهوآله» ، فإن هذه القبيلة إنما دخلت في الإسلام في وقت متأخر ، ولا يختلف حالها عن حال سائر القبائل من ناحية الثقافة الدينية ، والإلتزام بأحكام الشرع الحنيف. ولم يظهر لنا أنه كان في تلك القبيلة آنئذ من يمكن وصفه بأنه من الأبدال أو من الأوتاد ..
ولو قبلنا وجود أشخاص من هذا القبيل ، فإنهم لا يمكن وصفهم بأنهم أوتاد الإسلام .. فإن أحدا منهم لم يصل إلى مقام سلمان ، وأبي ذر ، وعمار ، والمقداد. فإن صح إطلاق وصف أوتاد الإسلام على أحد ، فإن هؤلاء الأربعة أولى من همدان وسواها بذلك .. فما معنى أن يترك «صلىاللهعليهوآله» هؤلاء ليقرر أن أوتاد الإسلام من همدان؟! ..
٢ ـ أما الحديث عن أن أبدال الإسلام منهم ، فهو الآخر لا يختلف عن سابقه ، وتعارضه روايتهم : أن الأبدال بالشام ، في حين أن قبيلة همدان يمانية ..
يضاف إلى ذلك : أن أهل البيت «عليهمالسلام» لم يذكروا لنا شيئا عن هؤلاء الأبدال ، بل انحصرت الرواية التي تذكرهم بغير أهل البيت «عليهمالسلام» وشيعتهم. ولو وجدت رواية عنهم ، فإنها تبقى على درجة من الشذوذ ، بحيث يدور حولها أكثر من سؤال.