الله عليه وآله» ، فنلاحظ :
١ ـ أننا لم نعهد من النبي «صلىاللهعليهوآله» أنه تصرف مع الناس على أنه مالك لرقابهم ، ولم يدّع هو ذلك لنفسه ، إنما هو يعلن أنه ينفذ ما يأمره به الله.
٢ ـ كما أن هذا الرجل قد ترك مظهر الرحمة الإلهية ، الذي يريد أن يحرره من هيمنة الطواغيت والظلمة والجبارين ، والذي يكون مع المؤمنين كأحدهم ، ولا يرى لأحد فضلا على أحد إلا بتقوى الله ، وذهب إلى الشام ليكون تحت حكم الجبارين ، الذين يتخذون عباد الله خولا ، وماله دولا.
٣ ـ إن ما عرضه النبي «صلىاللهعليهوآله» عليهم يعود نفعه إليهم في الدنيا والآخرة ، وهو ما تحكم به فطرتهم ، وتقضي به عقولهم ، وهو أن يكونوا عبيدا لله وحده لا شريك له ، وقد بين له بما لا مزيد عليه أنه هو وجميع الناس سواء في هذا الأمر.
وفد بني البكّاء :
قالوا : وفد من بني البكّاء على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» سنة تسع ، ثلاثة نفر : معاوية بن ثور بن عبادة البكّائي ، وهو يومئذ ابن مائة سنة ، ومعه ابن له يقال له : بشر ، والفجيع بن عبد الله بن جندح بن البكّاء ، ومعهم عبد عمرو ، وهو الأصمّ. فأمر لهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بمنزل وضيافة ، وأجازهم ، ورجعوا إلى قومهم.
وقال معاوية بن ثور للنبي «صلىاللهعليهوآله» : «إني أتبرك بمسّك ، وقد كبرت وابني هذا برّ بي ، فامسح وجهه».