غير أن المدح الذي ذكر في النص الآنف الذكر إنما هو لأناس بأعيانهم ، وهم خصوص أعضاء الوفد الذين قدموا عليه «صلىاللهعليهوآله» .. فلعل هذا الوفد بالخصوص كان يتشكل من رجال صالحين ، يستحقون هذا الثناء النبوي الكريم مع بقاء احتمال الكذب فيه قائما ..
وفد الأزد في حديث آخر :
عن سويد الأزدي : أنه كان سابع سبعة من قومه وفدوا على رسول الله «صلىاللهعليهوآله». فقال : ما أنتم؟!.
قلنا : مؤمنون.
فتبسم «صلىاللهعليهوآله» وقال : إن لكل قول حقيقة ، فما حقيقة قولكم وإيمانكم؟!
قلنا : خمس عشرة خصلة : خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها ، وخمس أمرتنا أن نعمل بها ، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية ، فنحن عليها إلا أن تكره منها شيئا.
فقال «صلىاللهعليهوآله» : ما الخمس التي أمرتكم بها رسلي؟!
قلنا : أمرتنا ان نؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ورسله ، والبعث بعد الموت.
قال : وما الخمس التي أمرتكم أن تعملوا بها؟.
قالوا : أمرتنا أن نقول : لا إله إلا الله ، ونقيم الصلاة ، ونؤتي الزكاة ، ونصوم رمضان ، ونحج البيت إن استطعنا إليه سبيلا.
قال : وما الخمس التي تخلقتم بها في الجاهلية؟
قالوا : الشكر عند الرخاء ، والصبر عند البلاء ، والرضا بمر القضاء ،