الشرك والتوحيد ، والظلمة والنور ، والحق والباطل ، وسيزيد ذلك من صعوبة اقتلاع آثار الشرك وطرد الباطل من العقول والنفوس.
وذلك من شأنه أن يفسد الفطرة ، ويربك ويبطئ حركة العقل ، ويعمّي على كثير من الناس سبل الهداية. فلأجل هذا وذاك أصر «صلىاللهعليهوآله» على هدم الأصنام وأن لا يبقيها ولو لحظة واحدة.
لا يكسرون أصنامهم بأيديهم :
ثم إنهم قد طلبوا منه «صلىاللهعليهوآله» أن يعفيهم من كسر أصنامهم بأيديهم ، لا لأجل أن ذلك يمثل إذلالا لهم ، وإنما لأنهم كانوا يخشون أن يصيبهم بسبب ذلك بعض المصائب ..
وقد كان إعفاؤهم من ذلك هو القرار الحكيم والصائب ، إذ لو أصر عليهم بمباشرة هدمها ، فإن أي شيء يعرض لهم بعد ذلك ولو كان صداعا في الرأس أو شوكة تصيب رجل أحدهم سوف يعتبرونه من آثار هدمها ، وبالتالي فإن ذلك سوف يكرس مكانتها في نفوسهم ، وسيعكر ذلك صفاء توحيدهم ، ويخدش في صحة إيمانهم ..
نظرة في كتاب ثقيف :
وبعد .. إننا إذا ألقينا نظرة فاحصة على مضمون الكتاب الذي كتبه لهم فسنجد : أنه قد أطال في التفاصيل ولكنه لم يزد على أمور معلومة الحكم ، ظاهرة لكل أحد ، ولا مجال فيها للمناقشة ، ولا سبيل للأخذ والرد فيها من أي كان.
أي أنه لم يزد على المسلمات الشرعية ، والبديهيات العقلية ، والأمور الوجدانية شيئا ، فهو ينص على منعهم من الظلم والسرقة والإساءة ، ويحرم عليهم الربا ،