القيام عريانا؟! فإن الوقت كان قصيرا جدا ..
فإن السحاب قد لبّى الطلب ، وبدأ هطول الأمطار مباشرة .. إلا إن كان أبو لبابة قد حضر بين ذلك الجمع ، وهو عريان!!
وألم يسمع أبو لبابة كلام النبي «صلىاللهعليهوآله» وحديثه عن عريه؟! فلما ذا لم يحتط لنفسه ، ويبقى لابسا ثيابه؟!
إلا أن يكون غير مؤمن بأن الله سوف يستجيب دعاء نبيه الكريم «صلىاللهعليهوآله».
ولو أنه لم يكن مصدقا بذلك ، فلما ذا اعترض على النبي «صلىاللهعليهوآله» ثلاث مرات؟!
اللهم حوالينا .. لا علينا :
وحول دعاء النبي «صلىاللهعليهوآله» بقوله : «اللهم حوالينا ، ولا علينا. اللهم على الآكام والظراب ، وبطون الأودية ومنابت الشجر» ، فانجابت السحابة الخ .. نقول :
إن ذلك يشير إلى : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان يمارس التصرف في أمور ترتبط بالظواهر الكونية العامة ، فيطلب الناس منه المطر ، فيلبي طلبهم ، ويأتيهم به ، ثم يطلبون منه الصحو في مكان ، وحصر المطر في غيره ، فيلبي طلبهم أيضا ..
ولم يقل لمن كانوا يطلبون منه هذه التصرفات : إن هذا ليس من صلاحياتي ، بل أنا مجرد رسول ، ومعلم للشريعة ، ومربّ ، وسياسي ، ومصلح اجتماعي ، وقاضي ، وقائد جيوش ، أو نحو ذلك ..