إختلاف الروايات :
ثم إن ملاحظة الروايات تعطي : أن ثمة اختلافا فيما بينها ، في عدد ذلك الوفد ، فرواية ابن سعد المتقدمة ، تقول : إن قيس بن غربة وفد في ماءتين وخمسين رجلا من أحمس ..
وفي نص آخر : وفد إليه في خمس مائة من أحمس ، وقدم جرير بن عبد الله البجلي في ماءتين من قيس ، والحجاج بن ذي الأعنق الأحمسي في رهطه (١).
فأي ذلك هو الصحيح؟!
على أننا لا نجد ما يدعو لإيفاد هذا العدد الهائل من الناس .. خمس مائة يضاف إليها مئتان من قيس ، ثم يضاف إلى هؤلاء وأولئك رهط الحجاج بن ذي الأعنق الأحمسي ..
ولا ندري إن كان الأحمسيون كلهم يبلغون هذه الأعداد الكبيرة!! بل إذا كان وفدهم يصل إلى هذا العدد ، فلابد أن يكون من بقي منهم في بلادهم ، ليحمي البلاد والعباد ، ويدفع الغارات عن المال والعرض ، ويحفظ النساء والصبيان أضعاف هذا العدد!.
غزو خثعم بالأحمسيين :
وقد أضافت بعض الروايات : أن نفس وفد الأحمسيين ، وقيس قد «تنادوا عند النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فبعث معهم ثلاث مائة من الأنصار ، وغيرهم
__________________
(١) الإصابة ج ٣ ص ٢٥٦ وفي (ط دار الكتب العلمية) ج ٥ ص ٣٧٤.