الصمود أمام الكثرة التي اختارت طريق الغي ، أو أنها قد عادت إليه بعد أن كانت قد تظاهرت بالتخلي عنه.
ويبدو أن عروة بن مسعود قد ظن أنه قادر على التأثير عليهم ، لمكانته فيهم ، فأخبره «صلىاللهعليهوآله» بأن الأمر لم يكن على ما يظن ، فلما أصر عليه لم يشأ أن يحرمه من شرف الجهاد والشهادة. وربما يكون لشهادته بعض الأثر في عودة رشدهم إليهم ، وتنبههم إلى الأخطار الجسام التي تنتظرهم لو أصروا على اللجاج والعناد والجحود ، بعد أن رأوا أنهم قد أصبحوا حالة شاذة في محيطهم ، وأن لا مناص لهم من مسايرة هذا الجو بما يحفظ لهم حياة طيبة وهادئة.
فأرسل الثقفيون الذين كانوا قد أبطأوا في الإستجابة لنداء الحق ، أو كانوا قد نكثوا عهدهم ، وعادوا إلى البغي والشرك والجحود ـ أرسلوا ـ وفدهم إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» برئاسة عبد ياليل بن عمرو ..
وقد لاحطنا : أن عبد ياليل لم يرض بالذهاب وحده ، بل اشترط أن يكون معه أناس آخرون من جميع طوائف لا يتمكن أحد من ثقيف أن يقدم على عمل يثير حفيظتها ، ويجعلها في موقع المعادى والمحارب ، فطلب أن يشاركه في الوفد اثنان من الأحلاف وثلاثة من بني مالك.
لكي يسمعهم القرآن ويريهم الصلاة :
وعن جعلهم في المسجد بحيث يرون صلاة المسلمين ، ويسمعون القرآن ، نقول :
إننا لا نريد أن نسهب في تفصيل دلالات ، وغايات هذا الإجراء ، بل