قال : فزعت من نومي ففقدت العيبة ، فقمت في طلبها ، فإذا رجل قد كان قاعدا ، فلما رآني صار يعدو مني ، فانتهيت إلى حيث انتهى فإذا أثر حفر ، وإذا هو قد غيب العيبة فاستخرجتها.
فقالوا : نشهد أنه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فإنه قد أخبرنا بأخذها وأنها قد ردت.
فرجعوا إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» فأخبروه ، وجاء الغلام الذي خلفوه ، فأسلم ، وأمر النبي «صلىاللهعليهوآله» أبي بن كعب ، فعلمهم قرآنا ، وأجازهم «صلىاللهعليهوآله» كما كان يجيز الوفود وانصرفوا (١).
ونقول :
إننا لا نرى أننا بحاجة إلى التعليق على هذا النص ، فإنه «صلىاللهعليهوآله» قد قدم لهؤلاء القوم الدليل القاطع على نبوته ..
غير أننا نشير إلى ما يلي :
١ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» أراد بمبادأتهم بهذا الخبر أن يسهّل عليهم تحصيل اليقين ، مراعاة منه لحالهم ..
٢ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» لم يكتف منهم بإظهار الإسلام ، لأنه يريد لهم الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة. ولو أنه كان يريد منهم ذلك وحسب ، لأكتفى بإظهارهم الإسلام ، ولم يخبرهم بشيء مما جرى ، لأن مطلوبه يكون قد حصل ، وانتهى الأمر ..
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣٩٠ عن زاد المعاد ، عن الواقدي ، والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج ٥ ص ٢٢٥ و ٢٢٦ ، وعيون الأثر لابن سيد الناس ج ٢ ص ٣١٩.