٥ ـ إن وفد سلامان هنا قد تدخل في طريقة دعاء النبي «صلىاللهعليهوآله» لهم ، حيث طلبوا منه أن يرفع يديه ، مدّعين أن ذلك يؤثر في أمرين ، هما : الكثرة والطيبة.
وقد تبسم «صلىاللهعليهوآله» لهذا التطفل الذي ينم عن حاجتهم إلى المزيد من التثقيف ، والتعريف بشؤون النبوة ، والأنبياء ..
٦ ـ كما أن سؤالهم عن الرقى ، يشير إلى مدى تأثرهم بكل ما من شأنه أن يطمئنهم إلى ما هو غائب عنهم ، مما لا سبيل لهم إلى معرفته ، فيسعون للتحرز مما قد ينالهم منه من سوء وأذى ..
٧ ـ إنهم قد حددوا المكان الذي يريدون نزول الغيث فيه ، وقد استجاب النبي «صلىاللهعليهوآله» لطلبهم ، محددا المكان وفق ما طلبوه ..
٨ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» قد سألهم عن حال البلاد عندهم .. مما أفهمهم : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» مهتم بقضاياهم ، ويريد لهم أن ينعموا بالراحة ، والعيش الرغيد ..
٩ ـ إن معرفتهم بعد رجوعهم باستجابة دعاء النبي «صلىاللهعليهوآله» ، الموافقة لما طلبوه ، في نفس ساعة الدعاء ، لابد أن يترك أثره على إيمانهم ، فيزيده رسوخا وعمقا ، وصلابة ..
١٠ ـ ثم يلاحظ أخيرا : أنهم حين ألقوا السلام على رسول الله ، أجابهم «صلىاللهعليهوآله» بقوله : «.. وعليكم» ، ولم يزد على ذلك ..
ولعل السبب هو : أنه يريد أن يعرفنا كيفية التعامل مع الناس في الحالات المشابهة ، إذا كان أمر الوافدين غير ظاهر لنا ، إذا ألقوا علينا السلام ، مع قيام احتمال أن يكونوا من غير المسلمين ، حيث أجابهم إجابة لا