قبل المسير :
عن أبي هريرة ، وعمر بن الخطاب وغيرهما : لما أجمع رسول الله «صلى الله عليه وآله» السير من تبوك أرمل الناس (١) إرمالا ، فشخص على ذلك من الحال.
قال أبو هريرة : فقالوا : يا رسول الله ، لو أذنت لنا فننحر نواضحنا فأكلنا وادّهنا؟
قال شيوخ محمد بن عمر : فلقيهم عمر بن الخطاب ، وهم على نحرها فأمرهم أن يمسكوا عن نحرها ، ثم دخل على رسول الله «صلى الله عليه وآله» في خيمة له ، ثم اتفقوا ، فقال : يا رسول الله ، أأذنت للناس في نحر حمولتهم يأكلونها؟
قال شيوخ محمد : فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «شكوا إليّ ما بلغ منهم الجوع ، فأذنت لهم ، بنحر الرّفقة (٢) البعير والبعيرين ، ويتعاقبون فيما فضل منهم ، فإنهم قافلون إلى أهليهم».
__________________
(١) أي : فقد زادهم وافتقروا.
(٢) أي : الناقة التي ورم ضرعها ، والتي تقرّح إحليلها أو انسد فإذا كان ذلك قيل بها رفق أو ناقة رفقة.