٢ ـ إن كان النبي «صلى الله عليه وآله» يعلم بما سيصيب من يسكن في ذلك الموضع من سوء ، وأنه لا يولد له ولد .. فإنه يكون قد غرّر بثابت بن أقرم ، وحاول التغرير بعاصم .. وحاشاه أن يفعل ذلك ، فهو النبي المعصوم ، الذي لا يغرر بالآمنين ، ولا بالغافلين ، بل هو يحفظهم بكل ما أوتي من قوة وحول ..
وإن كان لا يعلم بذلك ، فإن عاصم بن ثابت قد صرح له بتوجّسه من السكنى في موضع نزلت الآيات بشأنه ، وأمر النبي «صلى الله عليه وآله» بتحريقه .. وقد ظهر ما يشير إلى شدة الغضب الإلهي مما جرى فيه ، حتى إنهم حين حفروا بقعة منه ، أبصروا الدخان يخرج منها .. ألم يكن ذلك كافيا للتخلي عن الأمر بالسكنى في ذلك المكان المغضوب عليه؟! .. وإن كان ذلك قد حصل بعد سكناهم فيه ،
فلما ذا لم يتركه ساكنوه؟ أو لماذا لم يراجعوا الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» في أمره ، ليعفيهم من السكنى فيه ، أو ليشير عليهم بالأصلح؟!
٣ ـ ما معنى أن يصيب هؤلاء الناس هذا السوء بسبب سكناهم في موضع اختاره النبي «صلى الله عليه وآله» لهم؟! ألم يكن ذلك من موجبات تشكيكهم ، وتشكيك سائر الناس بصوابية تصرفات الرسول «صلى الله عليه وآله»؟! أو إعطاء الإنطباع عنه بأنه يخطئ فيما يختاره لهم وهو قد يشير عليهم بما فيه شر وسوء ، ومصيبة؟!
عمر ، وإمام مسجد الضرار :
ومن الطريف هنا : أن مجمع بن جارية كان حين بناء مسجد الضرار غلاما