هل نقض النبي صلّى الله عليه وآله العهد؟! :
تقول بعض الروايات : «نزلت سورة «براءة» لكي تنقض العهد الذي كان بين رسول الله «صلى الله عليه وآله» وبين المشركين.
ثم بينت : أن المقصود هو العهد العام الذي كان بينه وبين أهل الشرك ، وهو : أن لا يصد عن البيت أحد جاءه ، وأن لا يخاف أحد في الشهر الحرام .. وكان بين ذلك عهود بين رسول الله «صلى الله عليه وآله» وبين قبائل من العرب إلى أجل مسمى.
فنزلت «براءة» لتنقض العهد العام منها (١) ..
ونقول :
إن هذا كلام باطل ، إذ لم يكن عهد بين النبي «صلى الله عليه وآله» وبين أحد ، بل فتحت مكة في سنة ثمان ، وبقيت الأمور على حالها هذه المدة القصيرة ، ثم جاء هذا الحكم الإلهي الصريح ، وكان لا بد من إبلاغه وتطبيقه .. وحاشا رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن ينقض عهدا مع أحد ، عامّا كان أو خاصّا.
بل لقد صرحت الروايات والآيات : بأن من كان بين النبي «صلى الله
__________________
(١) راجع : جامع البيان ج ١٠ ص ٤٢ عن ابن إسحاق ، وراجع ص ٤٣ عن الضحاك ودلائل الصدق ج ٢ ص ٢٤٥ عن فضل بن روزبهان ، وراجع : المغني لعبد الجبار ج ٢٠ ص ٣٥١ وراجع : البحار ج ٢١ ص ٢٦٨ وعمدة القاري ج ١٨ ص ٢٥٨ وتفسير مجمع البيان ج ٥ ص ١٢ وتفسير السمرقندي ج ٢ ص ٣٧ وتفسير الآلوسي ج ١٠ ص ٤٧ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٧ ص ٤٢٠.