حج قارنا ، فلا معنى للتقصير بعد الطواف والسعي في أيام العشر.
وعلى فرض كونه صادقا أو كاذبا ، فإنه متجرئ على الله تعالى ورسوله «صلى الله عليه وآله» عن علم وعمد في منعه الناس عن فعل ما شرعه الله تعالى لهم.
تأويلات للخروج من المأزق :
وحين رأوا : أن ما فعله عمر قد جاء واضحا وفاضحا ، ولا مجال للتسويق له ، حاولوا تلطيف الأجواء بطرح بعض التعليلات ، ومن هذه التأويلات :
١ ـ ما زعم ابن عمر : أن أباه لم يقل : يحرم التمتع بالعمرة إلى الحج ، وإنما قال : أفردوا العمرة من الحج ، لكي يزور الناس البيت في غير أشهر الحج ، أي أن العمرة لا تتم في شهر الحج إلا بهدي ، قال : «فجعلتموها أنتم حراما ، وعاقبتم الناس عليها ، وقد أحلها الله عز وجل الخ ..» (١).
وفي نص آخر عن ابن عمر : أن عمر لم يقل لك : «إن العمرة في أشهر الحج حرام ، ولكنه قال : إنّ أتمّ العمرة أن تفردها من أشهر الحج» (٢).
__________________
(١) السنن الكبرى ج ٥ ص ٢١ والمجموع للنووي ج ٧ ص ١٥٨ والغدير للشيخ ج ٦ ص ٢٠٢ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٥ ص ٢١ والإستذكار لابن عبد البر ج ٤ ص ٦١ و ١٠٧ والتمهيد لابن عبد البر ج ٨ ص ٢١٠ وإمتاع الأسماع ج ٩ ص ٣٣.
(٢) السنن الكبرى ج ٥ ص ٢١ ومجمع الزوائد ج ١ ص ٢٨٥ والغدير ج ٦ ص ٢٠٢ وج ١٠ و ٦٦ وشرح معاني الآثار ج ٢ ص ١٤٧ ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج ٣ ص ٥٣٨ وكنز العمال ج ٥ ص ٣٠١.