هناك عن سبب حفر تلك الحفرة؟!
وهل لم يكن أحد من أهل الإيمان ومن بني هاشم يسكن في ذلك الحي كله ، فيخبر عليا «عليه السلام» بالأمر؟!
وهل كان علي «عليه السلام» مفرطا في أمور ولايته إلى حد أن تحفر حفيرة عميقة بطول خمسين ذراعا في طريق عام ، ولا يدري بها؟!
إننا لا نملك جوابا مقبولا أو معقولا على هذه الأسئلة ، يخفف من وطأة حيرتنا ..
سبب منع النبي صلّى الله عليه وآله الناس من مرافقته :
لقد أكدت روايات عديدة على أن النبي «صلى الله عليه وآله» أمر الناس أن لا يطأوا العقبة حتى يجاوزها هو «صلى الله عليه وآله».
وهذا إجراء لافت لا بد من فهمه ، ومعرفة ما يتوخاه «صلى الله عليه وآله» منه ..
ولنا أن نبادر إلى القول : بأن المقصود هو فضح المؤامرة ، والتمكين من تحديد هوية فاعليها ، فإنه لو سار الجيش بأكمله في تلك الطريق لم يمكن ذلك. ولكان قد أعطى الفرصة للمتآمرين لارتكاب جريمتهم ، ثم يغيبون في خضم تلك الجموع الغفيرة ، لتصبح هي الغطاء الطبيعي لهم ، وسيجدون فيها من يساعدهم على إخفاء أنفسهم ، ولربما يدّعون أن الزحام هو السبب في سقوط النبي «صلى الله عليه وآله» إلى الوادي ، وقد يأتون هم إلى مسرح جريمتهم بعد ارتكابها في لهفة واستنكار ، وبكاء واستعبار ، فيساهمون في تشييع جنازة من قتلوا ، ويشاركون في البحث عن القاتل