لأبي بكر بعدم أدائه للأمانة ، وأن القضية لم تكن بسبب الخوف ، وإلا لكان قال لأبي بكر : إنك إن أبلغتهم الرسالة قتلوك ، إذ إن الخطر إنما يتوجه إليه بعد إبلاغها.
فاتضح : أن هذا التعبير من رسول الله «صلى الله عليه وآله» يرمي إلى إفهام أمر آخر ، ليس هو الخوف على أبي بكر من أن يلحقه أذى.
نحن في حيرة من أمرنا :
والمناسبة تفرض علينا أن نعترف بأننا في حيرة من أمرنا.
علي عليه السّلام وعمار :
وقد تقدم : أن بعض النصوص أشارت إلى أن عمار بن ياسر قد رافق عليا «عليه السلام» إلى مكة ، وتقول : إن فلانا وفلانا قد انزعجا من إرسال علي «عليه السلام» ، وأحبا أن يرسل من هو أكبر سنا ، فقالا : بعث هذا الصبي ، ولو بعث غيره إلى أهل مكة ، وفي مكة صناديد قريش ورجالها. والله ، الكفر أولى بنا مما نحن فيه.
ثم إنهما سارا إلى علي «عليه السلام» وإلى عمار ، وخوفاهما بأهل مكة ، وغلظا عليهما الأمر ، وقالا لهما : إن أبا سفيان ، وعبد الله بن عامر ، وأهل مكة قد جمعوا لهم ..
فقال علي «عليه السلام» : حسبنا الله ونعم الوكيل ، ومضيا ، فلما دخلا مكة أنزل الله تعالى : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ