هي! ما هي؟! :
إننا لم نفهم ما ذا عناه بقوله ثلاثا : هي! ما هي؟! ..
هل القصد أن يطرحها عليهم كأحجية ، يطلب منهم حلها؟! .. أم أنه هو نفسه قد نسي الخامسة ، ثم هو يحاول أن يتذكرها؟!.
نقض أول الكلام بآخره :
واللافت هنا : أن الرواية تذكر : أنه «صلى الله عليه وآله» قد نقض أول كلامه بآخره ، فإنه قد قرر أولا : أن الله تعالى قد أعطاه أولا خمسا لم يعطها أحدا قبله .. ثم عاد أخيرا فنقض ذلك وقال : إن كل نبي قد سأل ، وأنه هو أيضا له الحق في أن يسأل كما سأل من سبقه ، فلم تكن الخامسة مما اختصه الله تعالى به .. وبذلك تكون الخمسة قد نقصت واحدة ، لم تكن مختصة به «صلى الله عليه وآله» ، دون من سبقه ..
لو تركته لسال الوادي سمنا :
عن حمزة بن عمرو الأسلمي قال : خرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى غزوة تبوك ، وكنت على خدمته ، فنظرت إلى نحي السمن قد قل ما فيه ، وهيأت للنبي «صلى الله عليه وآله» طعاما فوضعت النحي في الشمس ، ونمت فانتبهت بخرير النحي ، فقمت فأخذت رأسه بيدي.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» ورآني : «لو تركته لسال الوادي سمنا» (١).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٠ عن أبي نعيم ، والطبراني ، ودلائل النبوة لأبي نعيم (١٥٥٠) وراجع : السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١١٧.