بداية :
وبعد .. فقد كان كل ذلك الذي قدمناه يعتمد على الروايات التي عرضها لنا أولئك البعداء عن خط أهل البيت «عليهم السلام» ، والذين يدينون الله بالحب والولاء للذين عارضوهم ، وأقصوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله تعالى بها ، بالقوة والقهر .. وسعوا إلى تصويب فعلهم هذا وتأويله ، والتماس المخارج المختلفة والمتناقضة له في كثير من الأحيان.
وقد رأينا أن أكثر تلك الروايات لم تكن سليمة عن التحريف والتزييف ، ولكننا لم نغفل شيئا منها يستحق التنويه أو العرض.
ولكننا سوف نذكر هنا رواية ، ادخرناها لنتوج بها جهد المتابع لأحداث هذه الغزوة ، بعد أن يعيش بكل عقله وفكره الأجواء التي يريدون له أن يعيشها ، ثم نفاجئه بهذه الرواية التي هي الأقرب إلى الحقيقة ، والأصوب ، والأصدق في عرض الوقائع ، ليشعر بالفارق بينها وبين جميع ما عداها ، رغم أنها لم توفق لسند يمكن وصفه بالصحة أو بغيرها مما يوصّف به المحدثون والمهتمون بالأسانيد رواياتهم. والرواية هي التالية :
النص الأقرب والأصوب :
لما مات سعد بن معاذ ، بعد أن شفى غيظه من بني قريظة ، قال رسول