ونرى : أن تنفيذ هذه المأمورية على النحو الذي وصفه لهم النبي «صلى الله عليه وآله» لا يحتاج إلى أكثر من عشرين رجلا .. إذ إن أسر هذا الرجل سيتم دون أن يتمكن أحد من نجدته أو الدفاع عنه ، بل دون أن يعلم أحد بالأمر ..
على أن وجود جيش يتألف من ثلاثين ألفا بالقرب من هذه الجماعة ، وكان أكيدر على علم بوجوده ، وقد حذرته منه زوجته حين حاولت أن تثنيه عن الخروج في تلك الليلة كما تقدم ستكون أقوى رادع لأتباع أكيدر عن القيام بأي تحرك لملاحقه آسريه ، كما أن أسر أكيدر سيجعل الرعية بلا راع ، والجند بلا قائد ، وسيكون سببا آخر لمزيد من التخبّط والإحباط ، والخضوع للأمر الواقع.
بل إننا حتى لو أخذنا برواية الأربع مائة وعشرين رجلا ، فسوف لن نستفيد شيئا : إذا كان لدى أكيدر ألوف من المقاتلين ، كما ورد في سائر الروايات ، خصوصا وأن خالدا قد عودنا على الهزيمة ، بلا حاجة إلى عساكر جرارة ، بل هو قد عودنا على التخلي عن النصر المحقق لصالح أعداء الدين كما هو الحال في مؤتة .. فلا فرق بين الأربع مائة والألف ، لأن النتيجة ستكون واحدة.
المطلوب من الزبير خاصة :
ويلاحظ : أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد طلب من الزبير خاصة أن يعترف بالولاية لأمير المؤمنين «عليه السلام» ، وذلك لأنه «صلى الله عليه وآله» كان يعرف ابن عمته حق المعرفة ، وقد أخبره بأنه سيقاتل عليا «عليه