محبيه ، إذا رأوا أن إظهار الفخامة والعظمة هو المفيد ، فإنهم يجعلون حتى فراره من الزحف شجاعة ، ويجعلون ابتعاده عن المعركة في بدر رياسة ، ويدّعون : أن من دلائل عظمته اقناعه عمر بن الخطاب بموت رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وينسبون له نفوذ الكلمة والإحترام والرياسة بين المشركين في مكة ، فلم يعذبه المشركون لمكانته فيهم ، ولم يمنعوه من إقامة المسجد من أجل ذلك ، كما أن قريشا تبذل فيه مائة ناقة لمن يمكّنها منه حين الهجرة كما بذلت في رسول الله «صلى الله عليه وآله».
وعلى هذا فقس ما سواه.
وإذا احتاجوا لتخليصه من بعض المآزق إلى ادّعاء ضعفه ، وخوفه ، وكونه بلا نصير ، ولا عشيرة ، ولا ظهير .. فإنهم يبادرون إلى ذلك ، ويبالغون فيه ما شاؤا ، وبلا رقيب ولا حسيب.
قصة براءة دليل إمامة أبي بكر :
قال الرازي : «قيل : قرر أبا بكر على الموسم ، وبعث عليا خليفة (خلفه) لتبليغ هذه الرسالة حتى يصلي خلف أبي بكر ، ويكون ذلك جاريا مجرى تنبيه على إمامة أبي بكر ، والله أعلم».
قال : «وقرر الجاحظ هذا المعنى ، فقال : إن النبي «صلى الله عليه وآله» بعث أبا بكر أميرا على الحاج ، وولاه الموسم ، وبعث عليا يقرأ على الناس سورة براءة ، فكان أبو بكر الإمام وعلي المؤتم ، وكان أبو بكر الخطيب وعلي المستمع ، وكان أبو بكر الرافع بالموسم ، والسائق لهم ، والآمر لهم ، ولم يكن